سورة الحديد - تفسير أيسر التفاسير

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الحديد)


        


{لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23)}
{آتَاكُمْ}
(23)- وَقَدْ أَعْلَمَكُمُ اللهُ تَعَالَى يَا أَيُّهَا النَّاسُ بِتَقَدُّمِ عِلْمِهِ لِمَا سَيَقَعُ مِنَ الأَحْدَاثِ، وَبِسَبْقِ كِتَابَتِهِ كُلَّ مَا سَيَقَعُ قَبْلَ حُدوثِهِ، لِتَعْلَمُوا أَنَّ مَا أَصَابَكُمْ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكُمْ، فَلا تَحْزنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَتَحَسَّرُوا، وَلِكَيْلا تَقُولُوا: لَوْ فَعَلْنا كَذَا لَكانَ كَذَا، وَلَوْ لَمْ نَفْعَلْ كَذَا لمَا كَانَ كَذَا.
وَلِكَيْلا تَفْخَرُوا عَلَى النَّاسِ بِمَا أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْكُمْ، فَإِنَّ ذَلِكَ لَيْسَ بِسَعْيِكُمْ، وَلا بِكَدِّكُمْ، وَإِنَّمَا هُوَ عَنْ قَدَرِ اللهِ وَرِزْقِهِ، فَلا تَتَّخِذُوا نِعْمَةَ اللهِ أَشَرَاً وَبَطَراً، وَتَفْخَرُوا بِهَا عَلَى النَّاسِ.
المُخْتَالُ- المُتَكَبِّرُ بِسَبَبِ فَضْلَةٍ يَرَاهَا فِي نَفْسِهِ.
الفَخُورُ- المُبَاهِي بِالأَشْيَاءِ العَارِضَةِ كالمَالِ وَالجَمَالِ.
لِكَيْلا تَأْسَوْا- لِكَيْلا تَحْزَنُوا حُزْنَ قُنُوطٍ.


{الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (24)}
(24)- الذِينَ يُمْسِكُونَ أَيْدِيَهُمْ عَنِ الإِنْفَاقِ فِي سَبيلِ اللهِ، وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِعَدَمِ الإِنْفَاقِ، فَإِنَّهُمْ لا يَضُرُّونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ، وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ الإِنْفَاقِ فِي سَبِيلِ اللهِ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ النَّاسِ جَمِيعاً، وَعَنْ عِبَادَتِهِمْ، وَصَدَقَاتِهمْ، وَإِنْفَاقِهِمْ، وَهُوَ المَحْمُودُ عِنْدَ خَلْقِهِ لِمَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْهِمْ.


{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25)}
{بالبينات} {الكتاب} {مَنَافِعُ}
(25)- وَلَقَدْ أَرْسَلَ اللهُ تَعَالَى الرُّسُلَ بِالمُعْجِزَاتِ وَالحُجَجِ الدَّالَّةِ عَلَى إِرْسَالِ الرُّسُلِ مِنَ اللهِ إِلَى أَقْوَامِهِمْ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِمُ الكُتُبَ وَالشَّرَائِعَ، فِيهَا الهِدَايَةُ لِلنَّاسِ، وَفِيهَا صَلاحُ أُمُورِهِمْ، وَأَمَرَهُمْ بِأَنْ يَتَعَامَلُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ بِالعَدْلِ، وَبِأَلا يَظْلِمَ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَحَداً. وَلَمَّا كَانَ لا بُدَّ لإِقَامَةِ العَدْلِ مِنْ سُلْطَةٍ وَقُوَّةٍ وَسِلاحٍ، لِذَلِكَ فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى جَعَلَ الحَدِيدَ تُصْنَعُ مِنْهُ السُّيُوفُ وَالرِّمَاحُ والدُّرُوعُ وَعُدَدُ الحُرُوبِ، التِي تَرْدَعُ مَنْ يَتَجَاوَزُ الحُدُودَ، وَيَأْبى إِقَامَةَ العَدْلِ، بَعْدَ قِيَامِ الحُجَّةِ عَلَيْهِ. كَمَا جَعَلَ اللهُ فِي الحَدِيدِ مَنَافِعَ لِلنَّاسِ، يَنْتَفِعُونَ بِهِ فِي أُمُورِ دُنْيَاهُمْ، وَمَعَايِشِهِمْ، كَأَدَوَاتِ العَمَلِ وَالحَرْثِ... وَالسَّلاحِ والسُّفُنِ... وَإِنَّمَا فَعَلَ اللهُ ذَلِكَ لِيَعْلَمَ مَنْ يَنْوِي اسْتِعْمَالَ السَّلاحِ فِي نَصْرِ دِينِ اللهِ، وَمَنْ يَنْوِي اسْتِعْمَالَهُ فِي الإِفْسَادِ فِي الأَرْضِ، وَاللهُ قَوِيٌ عَزِيزٌ يَنْصُرُ مَنْ نَصَرَهُ مِنْ غَيْرِ احْتِيَاجِ مِنْهُ إِلَى الخَلْقِ، وَإِنَّمَا شَرَعَ الجِهَادَ لِيَبْلُوا بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ.
المِيزَانَ- العَدْلَ وَأَمَرَ بِهِ- أَوْ هُوَ المِيزَانُ المُسْتَعْمَلُ فِي الوَزْنِ.
أَنْزَلْنَا الحَدِيدَ- خَلَقْنَاهُ أَوْ هَيَّأْنَاهُ لِلنَّاسِ.
بَأْسٌ شَدِيدٌ- قُوَّةٌ شَدِيدَةٌ.

3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10